جميع الحقوق محفوظة © 2025
تطوير/ البُراق لتكنولوجيا المعلومات
جريمة حرب جديدة يرتكبها الاحتلال، تندى لها جبين الإنسانية؛ فبعد استشهاد الأسير عرفات جرادات، والأسير ميسرة أبو حمدية؛ أتى دور الشهيد الأسير المجاهد حسن الترابي ابن قرية صرة جنوب نابلس؛ ليصل عدد الأسرى الذين جرى قتلهم في أقبية التحقيق والسجون إلى 208 من الأسرى الشهداء.
زاده جمالاً وطيباً؛ أن يجمع بين الشهادة والأسر معا؛ فالشهيد الترابي عرف عنه انه كان يرفض مقاومة الشموع والدموع، والاستسلام للأمر الواقع السيئ، والتغيير لا يحصل مجانا وبلا ثمن.
اعتبر الشهيد الترابي أن تقديم روحه الطاهرة هو أقل شيء يمكن له أن يقدمه مهراً للوطن، وان عليه كبقية المؤمنين بحتمية طرد المحتل؛ أن يقدم الغالي والنفيس في سبيل رفع الظلم عن شعبه، وكان له ذلك.
الأسير الشهيد الترابي؛ أبى إلا أن يقدم روحه في أصعب الظروف، مأسورا محروما من العلاج والدواء؛ ولكنه قبل أن يرحل؛ أوصى بمواصلة المشوار حتى طرد المحتل، وتكثيف وتفعيل مناصرة الأسرى في سجون الاحتلال.
لمن لم يجرب المرض داخل الأسر، فان الأسير حين يمرض تتلكأ إدارة السجون في علاجه، وتبتزه وتضغط عليه، وعندها يصبح السجن مجرد نزهة للأسير المريض، ويموت ويتعذب في الساعة ألف مرة، والزمن يتوقف عندها بالنسبة له، وينسى الأسير حريته تحت ضغط وجع وألم المرض الذي هو بلا علاج في السجون.
الشهيد المجاهد حسن الترابي سيرته عامرة بالعطاء والتضحية؛ فهو أحد أبناء الجهاد الاسلامي الميامين، الذي استشهد وهو يقاوم -حتى النفس الأخير- الاحتلال والسجان والإهمال الطبي، وكان له ما كان يتمنى من الشهادة، مع الصديقين والشهداء والأبرار، وحسن أولئك رفيقاً .
حسن.. فارق الأهل والأحبة، ولكنه أوقف الدم في عروقنا، مطالبا بالصعود درجة فوق عادة الشجب والاستنكار، الذي لا يزعج الاحتلال في العادة، وحاثا كل حر وشريف أن يتحرك، ولو بأضعف الإيمان.
الأسرى الذين عاشروا الشهيد الأسير الترابي أشاروا إلى انه كان مثالاً للأسير المعطاء، والأخلاق العالية، وتقليم وقطع أسباب الخلاف بين الأسرى، وان الجميع أحبه لدماثة أخلاقه وسموها.
الميلاد والنشأة
- ولد شهيدنا الأسير المجاهد حسن عبد الحليم عبد القادر ترابي في بلدة (صرة) من محافظة نابلس بتاريخ 21/01/1990.
- تتكون أسرة شهيدنا الأسير المريض حسن عبد الحليم ترابي من والديه الأكارم، وثلاثة من الإخوة وشقيقتان. وقدر الله أن يكون الشهيد المجاهد (حسن) الثاني بين إخوته, وهو أعزب.
- ينتمي شهيدنا الأسير المجاهد حسن ترابي إلى عائلة مجاهدة صابرة، فقد قدمت العديد من أبنائها في سبيل الله وعلى خطا الشهداء والمجاهدين في تحرير فلسطين. ومن الأسرى المجاهدين من أبناء قريته وأقاربه: (علاء ترابي، مصطفى ترابي، جعفر أبو ترابي، عبيدة أبو حسين، علي أبو حسين).
- درس شهيدنا الأسير المجاهد حسن عبد الحليم ترابي في مدارس قرية (صرة) وحصل على الابتدائية والإعدادية والثانوية منها. ولم يتمكن من استكمال دراسته الجامعية بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة.
- عمل شهيدنا الأسير حسن عبد الحليم ترابي في أعمال حرة، وكان يقوم بقطف الزيتون بشكل موسمي مع أسرته في قريته. المشوار الجهادي
- التحق شهيدنا الأسير المجاهد حسن عبد الحليم ترابي في صفوف حركة الجهاد الإسلامي منذ العام 2005، وكان من النشطاء في قريته (صرة)، وكان منذ انتمائه نشيطاً، مخلصاً، ويتقدم الصفوف الأولى في مواجهة قطعان المستوطنين وجنود الإحتلال الصهيوني.
- تأثر شهيدنا الأسير المريض حسن عبد الحليم ترابي باستشهاد أحد أقاربه وهو الشهيد المجاهد رامي مصطفى أبو بكر والذي يعتبر من أبرز قيادات سرايا القدس في محافظة نابلس واستشهد بتاريخ 13/10/2003 أثناء قيامه بقصف مقر قيادة الجيش الصهيوني في مدينة نابلس.
- على خلفية نشاطات شهيدنا الأسير المريض حسن عبد الحليم ترابي في صفوف حركة الجهاد الإسلامي ومقاومته للاحتلال الصهيوني قامت قوات الاحتلال الصهيوني باعتقال شهيدنا الأسير المريض حسن عبد الحليم ترابي بتاريخ 07/01/2013، وقامت بتقديم لائحة "اتهام" لتُكتب في سجل الفخر والاعتزاز لشهيدنا المجاهد وهي من ثمانية بنود، وأهمها:
(1) العضوية في صفوف حركة الجهاد الإسلامي.
(2) إلقاء الحجارة بمشاركة مجموعة من الشباب على قوات الاحتلال الصهيوني.
(3) المشاركة في حرق جيب عسكريصهيوني في قريته (صرة) أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة في العام 2012 (السماء الزرقاء).
(4) الانضمام لخلية عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في محافظة نابلس والقيام بسلسلة من العمليات الجهادية المقاومة.
بالرغم من تدهور الحالة الصحية لشهيدنا الأسير المريض حسن ترابي في سجون الاحتلال الصهيوني بسبب إصابته بمرض سرطان الدم إلا أن قوات الاحتلال الصهيوني رفضت الإفراج عنه بهدف العلاج، وكذلك منعت تقديم العلاج الطبي اللازم له بالرغم من المناشدات التي أطلقتها المؤسسات الحقوقية بالإفراج عنه من سجون الاحتلال.
بشكل مفاجئ وعاجل قامت إدارة مصلحة سجون العدو الصهيوني بالإفراج عن شهيدنا الأسير المريض حسن عبد الحليم ترابي بتاريخ 15/10/2013 ونقله إلى مشفى "العفولة" الصهيوني بسبب التدهور الخطير في وضعه الصحي جراء النزيف الحاد الذي أصابه واستصدرت قراراً يقضي بإلغاء لائحة "الاتهام" الموجهة له والإفراج عنه في نفس اليوم حتى تتهرب من المسئولية القانونية تجاهه علماً بأنها كانت تعلم بمرضه وخطورة وضعه الصحي من البداية لكنها لم تقدم العلاج اللازم له حتى بات وضعه الصحي في مرحلة خطرة جداً.
في ضوء متابعات محامي مؤسسة مهجة القدس للوضع الصحي لشهيدنا الأسير المريض حسن عبد الحليم ترابي قامت مهجة القدس يوم أمس الاثنين الموافق 04/11/2013 بإصدار نداء أخير لأصحاب الضمائر الحية من أبناء شعبنا الفلسطيني والمؤسسات الحقوقية بعنوان (الموت قد يغيب الأسير حسن أبو ترابي في أي لحظة) أشارت فيه أن شهيدنا الأسير المجاهد حسن عبد الحليم ترابي مازال يعاني من نزيف حاد في المريء والكبد ولم يتوقف, كما أن الكبد لا زال غير مستقر بسبب النزيف المستمر إضافة لتضخم في الطحال وارتفاع في حرارة الجسم.
قبل ثلاثة أيام قام الأطباء بإعطائه دواء لإيقاف النزيف إلا أن هذا الدواء تسبب في تجلط في الدم حيث وصفت الرسالة الحالة الصحية له بأنها ليست حالة مرضية لأسير فقط وإنما هي حالة إنسانية تستدعي وقوف جميع المخلصين إلى جانبه وجانب أسرته وتدخل المؤسسات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي الذي يقف صامتاً إزاء من يعانيه الأسير أبو ترابي وما يعانيه الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الصهيوني من سياسة الموت البطيء.