فتوة "الكيان" طريق الانضمام لنخبة الجيش

فتوة "الكيان" طريق الانضمام لنخبة الجيش

تسعى منظمات إسرائيلية لتهيئة آلاف طلاب المدارس في "إسرائيل" سنويًا للالتحاق بوحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي وتقليد قياداته، عبر تنظيم دورات "فتوة" خاصة خلال فترة الدراسة.

وقال مراسل صحيفة "فرانكفورتر الغماينه" الألمانية "هانس كريستن روسلر" في القدس المحتلة مؤخرًا إن مدارس إسرائيلية تستقطب من عامٍ لآخر آلاف الطلاب للانضمام إلى برامج ودورات خاصة خلال فترة الدراسة لتهيئتهم للانضمام مستقبلاً لقوات النخبة في الجيش.

ونقل التقرير عن عددٍ من الطلاب الإسرائيليين الملتحقين بتلك الدورات أمنياتهم بالالتحاق بقوات النخبة ورغبتهم لتقليد قادة الجيش وأن يصبحوا جنرالات.

وقال "ماتان شوتينج" المسؤول عن إحدى وحدات تدريب تلاميذ المدارس وخدم كقناص في وحدة المستعربين المتخصصة في اقتحام المنازل وقتال الشوارع إن "على الطلاب التدريب على كيفية إسعاف جندي مصاب وإخراجه من دائرة القتال".

وأضاف القناص السابق -والذي يعمل حاليًا طبيب أسنان- أن أول ما سيتعلمه هؤلاء الجنود الصغار هو الانضباط والعسكرية، مخاطبًا الطلاب: "حيث سيكون رفاقكم من الجنود فقط طوال حياتكم".

وتعد وحدة المستعربين التي عمل فيها شوتينج من أشد الوحدات دموية في جيش الاحتلال، وقتلت خلال انتفاضة الأقصى مئات الفلسطينيين في عمليات خاصة.

وأعرب الطلاب الذين التقاهم مراسل الصحيفة أن الطلاب يودون أن يصبحون طيارين مقاتلين أو تقلد مناصب في أجهزة المخابرات، "لذلك يبذل المتدربون جهودًا كبيرة في التدريبات لينالوا ما يحلمون به".

وقال أحد المتدربين الطلاب ويدعى "إلعاد إيبين" (17 عامًا) إنه لا يعلم ماذا سيدرس في الكلية لاحقًا، "لكنني أدرك أنني سأكون جنرالاً في هيئة الأركان مثلما كان إيهود باراك وبنيامين نتنياهو".

أما الفتاة "نوا" (18 عامًا) التي اجتازت مؤخرًا تدريب "ثعالب الصحراء" قرب الحدود المصرية مع "إسرائيل" تقول إنها تريد إثبات ذاتها.

ونقلت الصحيفة عن مؤسسة "أهاري الشبابية" الإسرائيلية أن على الطلاب المتدربين أن يتمتعوا بقدرات عقلية فذة والالتزام بدفع رسوم قدرها 400 شيكل، إلا أن أعداد الطلاب الراغبين بالالتحاق تفوق قدرة المؤسسة.

وأشار "أهاري بريموفيتش" والذي قاتل في صفوف الوحدات الخاصة ويعمل حاليا في المؤسسة الشبابية "الجيش أمر مهم في حياة كل إسرائيلي، ويجب أن يكون تلاميذنا والذين يقدر عددهم ب5000 قدوة لغيرهم، تمامًا كما يعنيه اسم المؤسسة (اتبعني).

وحول البعد القانوني، قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان رامي عبده لوكالة "صفا" إنه من غير الواضح ما اذا كنا أمام حالة ينطبق عليها مصطلح "الطفل الجندي" من عدمه.

وأضاف أن التعريف المعتمد للطفل الجندي يتحدث عن الشخص الذي لم يتجاوز الـ18 والذي التحق بالجماعات المسلحة النظامية أو غير النظامية، وبالتالي الأمر لا يقتصر على الأشخاص الذين يحملون السلاح، بل يشاركون في مهام أخرى.

وأشار عبده إلى أنه يتوجب معرفة إذا ما كان هؤلاء الفتية يشتركون في تنفيذ أعمال عدائية، مشيرا إلى أن القانون الدولي وفي مقدمته اتفاقية حقوق الطفل CRC عام 1977 والبروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف يحظر تجنيد أو إشراك مباشر في أعمال عدائية لأولئك الذين لم يبلغوا الـ15 من العمر في أي شكل من القوات المسلحة.

أما عام 2000 صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على البروتوكول الاختياري لاتفاقية الطفل التي تنص بأن على الدول اتخاذ تدابير تكفل ألا يتم إشراك أي شخص تحت سن الـ 18 في أي أعمال عدائية، وأن تضمن ألا يتم التجنيد الإجباري لأي شخص لم يبلغ ال18 من عمره.

ورأى عبده أن من المهم البحث بشكل أكبر حول طبيعة عمليات التدريب والتجنيد (اختياري أو إلزامي) والمهام الملقاة على عاتق هؤلاء الأطفال، خاصة في ضوء شهادات جمعت سابقًا حول مشاركة طلبة تلك البرامج في اعتداءات المستوطنين على المدنيين في الضفة الغربية.