جميع الحقوق محفوظة © 2025
تطوير/ البُراق لتكنولوجيا المعلومات
أكدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن العام 2013 شهد إجراءات تهويدية ومشاريع إسرائيلية عديدة لإكمال تهويد مدينة القدس المحتلة، وطمس معالمها العربية وصبغها بطابع يهودي غريب عنها.
وأوضحت الهيئة في بيان صحفي أن سلطات الاحتلال صادرت المزيد من الأراضي، وهدمت البيوت وهجرت مئات المقدسيين، ناهيك عن تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية والاعتداء عليها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال مارست ضروبًا من الانتهاكات والإجراءات التهويدية والتحديات المختلفة لوجود الفلسطيني في مدينته القدس خلال عام 2013، في ظل حضارتها العربية الإسلامية المسيحية، وما تحتويه من آثار ومعالم ومساجد وكنائس، وعلى رأسها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
من جهته، اعتبر الأمين العام للهيئة حنا عيسى الانتهاكات والاقتحامات اليومية لحرمة الأقصى من أبرز التحديات التي مارستها سلطات الاحتلال خلال عام 2013 بكل ما أوتيت من قوة لتهويد المسجد، وتحقيق أطماعها ومزاعمها على أنقاضه.
وأوضح أن افتتاح سلطات الاحتلال لمتحف يهودي تحت الأقصى هو عبارة عن تدشين المسجد ككنيس يهودي وقبلة لليهود لتأدية صلواتهم وطقوسهم التلمودية على حساب إسلامية المسجد وحضارته، وبالتالي باتت "إسرائيل" على مشارف الانتهاء من تهويد المسجد وإعلانه كنيس يهودي.
ولفتت الهيئة الإسلامية المسيحية إلى سلسلة المهرجانات التهويدية التي تنظمها سلطات الاحتلال باستمرار في مدينة القدس، والتي كان آخرها مهرجان كبير تحت اسم "فرسان البلدة القديمة" على مدار شهر كامل، حيث اتخذ طابع إحياء أمجاد الثورات الإنجيلية والحملات التي قامت أواخر العصور الوسطى.
وبينت أن من التحديات الجديدة أيضًا مخطط تهويدي يستهدف تحويل موقع أثري إسلامي قرب المسجد الأقصى إلى مغتسل ومطهرة دينية نسائية يهودية تخدم النساء اليهوديات اللواتي يقتحمن ويدنسن المسجد، حيث يعتبر إعلان عن مواصلة الاقتحامات للمسجد وزيادة كثافتها.
وأضافت أن من التحديات الراهنة التي تمارسها سلطات الاحتلال وسوائب المتطرفين في القدس اعتداءات مجموعة "دفع الثمن" التي تقوم بخط مجموعة عبارات عنصرية "الانتقام ...والموت للعرب"، ورسم إشارة نجمة داود على القبور والمساجد والكنائس والمنازل وممتلكات الفلسطينيين.
وذكرت أن "إسرائيل" اتخذت سلسلة من الإجراءات والقرارات الهادفة إلى إحكام السيطرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة من أجل إحداث تغييرات إدارية وقانونية في وضعها، والتمهيد للاستيلاء على أكبر مساحة واسعة من أراضيها وإقامه المستوطنات عليها.
وتابعت أن أعمال البناء وإسكان اليهود في القدس استمرت في ظل مفاوضات التسوية وفي عهد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بل لعل وتيرة هذه الأعمال ازدادت في ظل حكومة أولمرت المنصرفة رغم المناشدات الدولية والعربية والفلسطينية بوقف الاستيطان.
وأكدت الهيئة أن المقدسي يواجه تحد آخر يتمثل باعتداءات المستوطنين اليومية على مختلف مناحي الحياة الفلسطينية، حيث تترصد سوائب المستوطنين يرافقهم قوات من شرطة وجيش الاحتلال الفلسطينيين على الطرقات، والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل والتكسير، ورجم مركباتهم وتحطيم زجاجها وغيرها.
وانتقدت الصمت الدولي الرهيب لإجراءات الاحتلال التهويدية العلنية للمسجد الأقصى وكل معالم المدينة المقدسة من التحديات الراهنة في القدس، داعية إلى خروج العالم عن صمته، وإحقاق حقوق المسلمين في المسجد الأقصى.
وشددت على أن صمت المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته المختلفة له دوره في تمادي سلطات الاحتلال بانتهاك حرمة المسجد، والاعتداء اليومي عليه باقتحامه وتدنيسه، وتهويد القدس بكافة أجزائها ومعالمها، ليكون عام 2014 عام نصرة القدس ومقدساتها.