جميع الحقوق محفوظة © 2025
تطوير/ البُراق لتكنولوجيا المعلومات
اتهم المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، أطرافا (لم يسمها)، بالعمل على عرقلة جهود التهدئة في غزة، وقال إن هذه الأطراف تسعى لإشعال الأوضاع بين حماس و"إسرائيل" إلى درجة الدخول في مواجهة عسكرية، وذلك بعد أن جرى الكشف عن رفض الرئيس محمود عباس استقبال هذا المبعوث الدولي، وطلبه من الأمم المتحدة استبداله.
ونقلت تقارير "إسرائيلية" عن ميلادينوف القول «هناك من يحاول تعطيل جهود التهدئة وجر حركة حماس وإسرائيل للحرب».
لكنه أكد خلال تصريحاته التي نقلتها القناة التلفزيونية السابقة، وأعادت نشرها مواقع فلسطينية، على ضرورة عدم السماح لذلك بأن يحصل، مشددا على ضرورة استمرار العمل من أجل ضمان الاستقرار في غزة.
وقال «بدلاً من انتظار الحرب قررنا أن نحاول في هذه المرة منع وقوعها، وليس فقط التعامل مع عواقبها». وأشار المسؤول الدولي إلى أنه تم بذل جهود غير مسبوقة، خلال الشهرين الماضيين، لمنع وقوع الحرب في قطاع غزة.
ولم يشر المبعوث الدولي صراحة إلى تلك الأطراف التي تعطل التوصل إلى التهدئة، التي أكد مسؤولون فلسطينيون في وقت سابق أنها قطعت شوطا طويلا بالرعاية المصرية، لكن فهم من حديثه أنه موجه للسلطة الفلسطينية، التي انتقد مسؤولوها بصورة علنية مرة وبتلميحات مرات عدة، هذا المسؤول الدولي.
وكان من المتوقع أن تدخل الفصائل الفلسطينية في جولة ثانية من مباحثات التهدئة في مصر بعد إجازة عيد الأضحى الماضي، غير أنه جرى تأجيل تلك الجولة إلى أجل غير معروف، بعد أن قدمت حركة فتح وفصائل منظمة التحرير احتجاجا على رعاية التهدئة والتوصل إلى اتفاق حولها، قبل إتمام المصالحة، وبدون أن يكون الاتفاق موقعا باسم منظمة التحرير.
وتؤيد حركة حماس ومعها «فصائل المقاومة» في غزة الدخول في هذه التهدئة، ولا تمانعها فتح، شرط أن توقع باسم المنظمة، وأن تكون في إطار توافق وطني، وترفض أي أفكار تتضمنها حول إقامة مطار أو ميناء لغزة خارج حدود القطاع.
وبما يشير إلى أن حديث ميلادينوف موجه إلى السلطة الفلسطينية، كشف النقاب عن قرار اتخذته السلطة بوقف التعامل مع المبعوث الدولي، بسبب خطته في غزة، والتي ترى فيها تجاوزا لدوره الرئيسي.
وقال التلفزيون الإسرائيلي الرسمي «كان» إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرر قطع الاتصالات مع ميلادينوف، وأعلن أن المبعوث الأممي شخص غير مرغوب فيه.
ونقل عن مصدر فلسطيني مسؤول، أن السلطة الفلسطينية قررت وقف العمل والتعاون مع ميلادينوف وعقد لقاءات معه على الأقل في هذه المرحلة، وذلك لاعتبارها أن ميلادينوف قد تجاوز سلطته عندما عمل على تشجيع المحادثات مع حماس للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة على نحو تجاوز من خلاله السلطة الفلسطينية.
وتابع المصدر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «غير معني بلقاء ميلادينوف في ظل الظروف الراهنة»، لكن المصدر قال إن الرئيس الفلسطيني ربما سيكون مستعدا للسماح لمستويات سياسية أدنى في مؤسسات السلطة الفلسطينية بالتحدث مع مبعوث الأمم المتحدة أو مقابلته إذا كانت الظروف مواتية.
وكشف النقاب عن طلب السلطة الفلسطينية من الأمين العام للأمم المتحدة استبداله (أي ميلادينوف) بشخص آخر، كونه بات شخصية غير مرغوب فيها، ويعمل في غزة دون الترتيب معها.
ولم تعلن السلطة الفلسطينية صراحة عن ذلك الأمر، غير أن ما يؤكد ذلك هو عدم عقد أي اجتماع منذ أسابيع بين الرئيس عباس أو مسؤولين كبار في السلطة، مع ميلادينوف على خلاف العادة.
إلى ذلك نفت مصادر فلسطينية مطلعة توقف مباحثات التهدئة التي ترعاها مصر بشكل نهائي، وذلك خلافا لتقارير أشارت إلى أن الوفد المصري الذي زار السبت الماضي رام الله والتقى الرئيس عباس أبلغه بهذا القرار.
وأكدت، وهي تتبع أحد فصائل المقاومة في غزة، لـ «القدس العربي» أن مصر لم تبلغهم بوقف مباحثات المصالحة، وأنها طلبت من الفصائل الفلسطينية إعطاءها المجال أمام تحركات المصالحة في هذا الوقت بناء على طلب من حركة فتح، على أن تتبعها مباحثات التهدئة فورا.
وأشارت المصادر كذلك إلى أن مصر لا تزال تتحرك لاستمرار حالة الهدوء الحالية في غزة، ومنع انزلاق الأمور على غرار الأشهر الماضية لحد المواجهة المسلحة، وتبادل القصف بالصواريخ.
وجاء ذلك ردا على ما نشر حول إبلاغ مصر للسلطة الفلسطينية، بوقف مباحثات التهدئة بين حماس وإسرائيل، التي كانت تجري في القاهرة، بعد اجتماع الرئيس عباس مع الوفد الأمني المصري.
ووفقا للقناة العبرية، كشفت المصادر ذاتها، أن رئيس السلطة الفلسطينية، أبلغ الوفد الأمني المصري أن القاهرة لا تقوم بالضغط على حماس، ومواقفها تجاه حماس ليست صارمة، وأن جهود التهدئة التي تقوم بها مصر تقوي من حركة حماس، وتزيد في شرعيتها، وتناقض جهود المصالحة.
وكان من المتوقع أن يتم الإعلان عن دخول التهدئة الطويلة التي تمر بست مراحل، حيز التنفيذ بعد إجازة عيد الأضحى، أي قبل أسبوعين، بعد إجراء الوسطاء المصريين لقاءات طويلة حولها مع الفصائل الفلسطينية ومع قادة تل أبيب.
وفي وقت سابق أكد رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، أن المسؤولين المصريين أبلغوهم بأنهم سيمضون في مباحثات التهدئة، حتى في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حول المصالحة الفلسطينية الداخلية.
وأول أمس قال السنوار إن حماس تعمل لكسر حصار غزة، لافتا إلى أن هذا القرار جرى اتخاذه، مضيفا «ومن لا يعجبه ليشرب من بحر غزة». وتابع في حديثه عن التهدئة «نحن لا نريد الحرب ومعنيون بتثبيت وقف إطلاق النار 2014، لكن هذا لا يعني أننا غير جاهزين لصد أي عدوان، فنحن على أتم الاستعداد والجهوزية مع فصائل المقاومة».