واشنطن تهدد الدول التي ستصوت لصالح قرار القدس بالأمم المتحدة

واشنطن تهدد الدول التي ستصوت لصالح قرار القدس بالأمم المتحدة

هددت واشنطن عدداً كبيراً من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة التي تعتزم التصويت لصالح قرار القدس المزمع طرحه بالاجتماع الطارئ للمنظمة الأممية، الخميس، بطلب من تركيا واليمن.

جاء ذلك بحسب ما صرح به دبلوماسيون في عدد من بعثات الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية، مفضلين عدم الكشف عن هوياتهم أو أسماء بلدانهم.

وذكر الدبلوماسيون أنهم تلقوا رسائل مكتوبة من مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة، نيكي هيلي، حذرتهم فيها من مغبة التصويت لصالح قرار بشان القدس.

ومن المقرر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، على قرار يدعو الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى التراجع عن قرار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وفي 6 ديسمبر/كانون أول الجاري، أعلن ترامب اعتراف بلاده بالقدس المحتلة عاصمة مزعومة لإسرائيل القائمة بالاحتلال، والاستعداد لنقل السفارة الأمريكية إليها.

وأعلن المتحدث باسم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، برندن فارما، الثلاثاء انعقاد اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت مبكر من صباح الخميس.

وقال فارما إن رئيس الجمعية العامة ميروسلاف لايتشاك تسلم بالفعل خطابيين رسميين من مندوبي تركيا واليمن، لعقد اجتماع طارئ بشأن القدس، باعتبار الأولى رئيس القمة الإسلامية، والثانية رئيس المجموعة العربية.

وأضاف في تصريحات صحافية أنه ليس “على دراية بعد بأي مشروع قرار تم طرحه أو توزيعه على أعضاء الجمعية العامة”.

وتابع “القرارات التي تصدرها الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزمة، لكنها تعبر بوضوح عن الإرادة السياسية للمجتمع الدولي”.

وأوضح الدبلوماسيون الذين تحدثوا مع الأناضول أن هيلي أبلغتهم أن الرئيس ترامب سيتعامل مع انعقاد الاجتماع الطارئ للجمعية العامة كمسألة شخصية.

هيلي أكدت لهم في خطابها أنها ستنقل لترامب أسماء الدول التي ستصوت لصالح القرار المتوقع التصويت عليه خلال جلسة الغد.

الدبلوماسيون ذكروا كذلك أن هيلي أوضحت في خطابها أن أمريكا لا تطلب منهم أن يحذوا حذو واشنطن (في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارات بلادهم إليها) لكنها أضافت أنهم إذا فعلوا “فسيكون ذلك أمراً صائباً”.

المندوبة الأمريكية لم تكتف برسائل التهديد التي بعثتها لنظرائها في المنظمة الدولية في أول سابقة من نوعها في تاريخ الأمم المتحدة.

وإنما هددت أيضاً على حسابها الخاص بتويتر، قائلة “بالأمم المتحدة يطالبوننا دائماً بأن نعمل أكثر وأن نعطيهم (معونات) أكثر..لذلك عندما نتخذ قرار بخصوص أين يكون موقع سفارتنا، لا ينبغي أن نتوقع من هؤلاء الذين قدمنا المساعدة لهم أن يستهدفوننا”.

وأضافت “يوم الخميس سيكون هناك تصويت في الجمعية العامة ينتقد اختيارنا (للقدس عاصمة لإسرائيل) والولايات المتحدة ستقوم بتدوين أسماء الدول”.

والإثنين دعا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، تقدمت به مصر، “كل الدول إلى الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس المقدسة، تطبيقاً لقرار مجلس الأمن 478 لسنة 1980، والالتزام بقرارات مجلس الأمن، وعدم الاعتراف بأي تدابير أو إجراءات تتناقض مع هذه القرارات”.

لكن الولايات المتحدة استخدمت حق “الفيتو” ضد مشروع القرار.

ولا يعترف المجتمع الدولي باحتلال إسرائيل للقدس الشرقية عام 1967، ثم ضمها إليها عام 1980، واعتبارها مع القدس الغربية “عاصمة موحدة وأبدية”.