في الذكرى الـ22 لاغتياله..

بشور: الشقاقي كان مدركاً أن أوسلو لن تكون حلا لقضية فلسطين بل مشكلة جديدة لها.

بشور: الشقاقي كان مدركاً أن أوسلو لن تكون حلا لقضية فلسطين بل مشكلة جديدة لها.

 

بيروت – إذاعة القدس

 

أكد الامين السابق للمؤتمر القومي العربي والمفكر اللبناني "معن بشور" أن النضال الفلسطيني خسره برحيل الشهيد " فتحي الشقاقي" مؤسس حركة الجهاد الإسلامي، عقلا كبيرا ورجلاً وحدوياً، صلباً، ومفكراً إسلامياً ذو ببعدٍ عربي بحيث جمعه في شخصيته القيادية بين المجاهد والمثقف، واستطاع من خلالها أن يشكل عمقاً لقضية فلسطين من أجل مواصلة النضال والكفاح لتحريرها.

 

وأوضح "بشور" خلال  تصريحات صحفية لــ " إذاعة القدس" أن "الشقاقي" وضع يده على مسألة بالغة الاهمية بجعل قضية فلسطين عصية على كل أشكال المساومات والتفريط بحق من حقوقها، واستطاع أن يربط مصير نفسه والحركة التي أسسها بهذه القضية، لأنه كان يدرك انه لا طريق لتحرير الارض إلا بالمقاومة .

 

وبين "بشور"، أهمية إدراك "الشقاقي" للعمق العربي والاسلامي لقضية شعبه، قائلاً "كان الشهيد الراحل حريصا على التفاعل والجمع بين تيارات الامة على قاعدة مشروع الجهاد والمقاومة في مواجهة التحديات، لافتاُ ، أن لرؤيته وكلامه كان وقعاً مميزاً، فكان مجاهدا بين المثقفين، ومثقفا بين المجاهدين.

 

وتابع حديثه قائلاً، لقد كشف مؤسس حركة الجهاد الاسلامي بفكره الثاقب ، المكانة المعنوية والجهادية للتعبئة الروحية التي يقدمها الإسلام، من خلال قدرته على الاستشراف الفكري والسياسي والتي لم تكن متوفرة في كثيرٍ من قادة العمل المقاوم، ما جعله مميزاً وقائداً من نوعٍ خاص على صعيد المقاومة الفلسطينية والعربية معاً.

 

ونوه "بشور"، أن الشهيد الشقاقي كان يجدد رفضه لاتفاقية أوسلو، وكان يقول : "أن لا حياة بهذه الاتفاقيات حتى لو تم فرضها بالقوة"، وكان مدركاً أن أوسلو لن تكون حلا لقضية فلسطين بل مشكلة جديدة لها، وعائقاً أمام نضال الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه من براثن الاحتلال.

 

وتساءل المفكر "بشور" في معرض حديثه " أليس اغتيال الشقاقي في مالطا عام 1995 عملاً إرهابياً ؟ واذا لم يكن فكيف يكون الارهاب ؟ ، مؤكداً أنه لا مجالاً للشك كان اغتيالاً صريحاً باعتراف الاحتلال نفسه  وعملاً ارهابياً بإمتياز، وإستهداف لرمز من رموز المقاومة يستوجب ألا يمر دون حساب سواء على مستوى القضاء الدولي، أو العمل على تصعيد خيار المقاومة واستمرار الانتفاضة بكل اشكالها وتجلياتها لأنها وحدها القادرة على دحر الاحتلال، خاصة وأنها ثمرة من ثمرات الفكر الجهادي الذي مثله الشقاقي واخوانه وفي حركة الجهاد.

 

في ختام اللقاء الصحفي مع إذاعة القدس أكد بشور، أن تمسك حركة الجهاد بخيارها في تحرير كامل فلسطين يُفسر الحملة المسعورة التي تشنها "تل أبيب" وأعوانها ضد المقاومة ورموزها، والتي كان آخرها إعادة وضع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلح على لائحة الإرهاب الأمريكية، لافتاً أن هذا الإجراء بمثابه وسام  شرف آخر على صدر حركة الجهاد ومناصريها وشهدائها.